اخوف ايه فى القرأن

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد

أتعلمون إن أخوف أية في القرآن هي قوله تعالى:

{وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا}
[23 الفرقان]

إنها حقا من أكثر آيات القرآن تخويفا للمؤمنين وتتحدث عن فئة من المسلمين تقوم بأعمال كجبال تهامة من حج وصدقات وقراءة قرآن وأعمال بر كثيرة وقيام ليل ودعوة وصيام وغيرها من الأعمال .

وإذ بالله تعالى ينسف هذه الأعمال فيكون صاحبها من المفلسين وذلك لأن عنصر الإخلاص كان ينقص تلك الأعمال فليس لصاحب تلك الأعمال إلا التعب والسهر والجوع ولا خلاص يوم القيامة من العذاب والفضيحة إلا بالإخلاص ولا قبول للعمل إلا بالإخلاص .

النية شئ أساسى فى حياة البشرولاريب فما من عمل ولا كلمة ولا همسة إلا بنية والنية كما نعلم محلها القلب ومن أعظم الأشياء ما يبنى على الدوافع والنية وأجمل النيات المتجهه إلى الله عز وجل ككلمة لإصلاح بين الناس وككلمة لبناء مجتمع صالح أو إيقاظ سنة أو تعزيز ضمير ومراقبة الله فى أفعالنا وسكناتنا وتصدر حديث النية ووصلها بسائر الأعمال معظم الكتب الجامعه للأحاديث الشريفة وأعظمها كتاب صحيح البخارى ونجد حديث النية موصول بعدة أحاديث اخرى لإمعان النظر والتأمل فى ثبات النية لله فحسب ونقرأ معا الحديثين التاليين لنعظم النية تعظيما جليا واضحا دون خيلاء ودون مرائية "عن يحيى بن سعيد ما رواه عن جماعة بإسناده الصحيح مرفوعا بلفظ إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله رواه الشيخان وغيرهما " والحديث الثانى "إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار ." تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 2014 في صحيح الجامع. وهذان الحديثان كما نرى من أهظم ما قيل لثبات الأمة على قلب يدعو لله عز وجل فماذا عن أحوالنا غير أننا قد نكون تخلينا قليلا أو كثيرا فهل رأيت كيف الشهيد الذى قاتل ليقال أنه شهيد والعالم الذى سحق فى النار ليقال أنه عالم والرجل المتصدق مرائية للناس لينال الجائزة من الناس وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين يقول" حدثنا عمرو بن رافع ثنا عبد الله بن المبارك عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي قال سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر وأهوى بإصبعيه إلى أذنيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب قال الشيخ الألباني : صحيح" فهل رأيت ألا فى الجسد مضغة وهى القلب هنا المراد به محل النية وأن كل عمل بغير نية لله فهو أبتر وغير موصول وأن كل عمل لله موصول إلى يوم الدين . فماذا لو أخلصت الفصائل المتناحرة والعئلات المتقاتلة والدول على الأقل الإسلامية المختلفة ماذا لو أخلصت النية لله فى الإصلاح وعمل الصالح لله . وماذا لو انا وأنت أصحلنا اعمالنا فهل نجد غير السعادة طريق ومهد . الله أصلح لنا أنفسنا وأهلينا وهئ لنا من امرنا رشدا فأنت المولى وأنت النصير